انقذوا النازحين المنسيين في اربيل .... الناشطة لويزا كرمو تناشد وزير الصحة لتبني علاج المرضى منهم

تقرير: ريبين حكيم – عنكاوا كوم / عنكاوا
الصور بعدسة: اران مقدسي


مأساة إنسانية خلّفتها الدولة الاسلامية (داعش) بعد سيطرتها على اغلبية مدن و بلدات سهل نينوى، حيث اضطر اهالي المنطقة من المسيحيين و اليزيديين من الهجرة و النزوح الى مدن و بلدات اقليم كردستان  بعد ان حاول مسلحوا داعش اجبارهم على أعتناق الاسلام  او دفع الجزية.

مدينة عنكاوا كان لها الحصة الاكبر من الاخوة الوافدين اليها، لقد فاق عددهم الثلاثين الف. بالرغم من ان اهالي عنكاوا الكرماء قاموا بواجبهم تجاه اخوتهم وقدموا لهم المأوى و المأكل و كل ما باستطاعتهم و بالرغم من ان جميع مؤسسات عنكاوا في مقدمتها ايبارشية اربيل الكلدانية والكنائس الاخرى وجميع مؤسسات المجتمع المدني يعملون ليلا نهارا من اجل تقديم الخدمات الضرورية لاخوتهم النازحين، الا انه من الصعوبة ايواء جميع النازحين في هذه المدينة الصغيرة. فبقيت مجموعات منهم لعدة ايام  مفترشة في العراء والاماكن العامة وقد واجهوا صعوبات حياتية جمة.

مجموعة من هؤلاء النازحين حوالي 300 عائلة اضطرت الى الانتقال من العراء الى احدى الاسواق الكبيرة في اربيل (مول) وتمكنت من الحصول على بعض الغرف هناك من قبل صاحب المول.

 "عنكاوا كوم   " زارت هذا المول في مدينة اربيل  واطلعت على أحوالهم في التقرير الاتي :-

اتجهنا إلى مبنى سوق (نيشتيمان)  الذي يقع بالقرب من قلعة اربيل في وسط المدينة و الذي تم تخصيص  الطابق الاخير من البنى كمركز لإيواء عدد من الأسر النازحة، حيث كانت في استقبالنا السيدة لويزا كرمو رئيسة منظمة فيان للتنمية و التطوير التي كانت الوحيدة والسباقة في الوصول الى  تلك الاسر  و قامت  بوضع الترتيبات لتقديم ما بوسعها من المساعدات  لهم.

 عند وصولنا اصطحبتنا السيدة كرمو في جولة بين فصول المبنى الذي تحول إلى غرف تكتظ بعشرات الأسر من النساء والأطفال و كبار السن .. مشاهد مأساوية تروي حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهونها هؤلاء الناس الذين فروا من مصيدة الموت وويلات الحروب فوقعوا فريسة للجوع والمرض والحاجة .. نساء وأطفال وشيوخ ارتسمت على ملامحهم الأحزان والبؤس والمرض في ظل غياب الاحتياجات ا لأساسية..

حدثتنا (ب. ي) : هربنا من شبح الموت خوفا على أرواحنا من ارهابيي (داعش) التي سيطرت على مناطقنا  تاركين منازلنا وأغراضنا و ممتلكاتنا وجئنا الى عنكاوا و بسبب الضروف الصعبة و الاعداد الكبيرة اللاسر االنازحة الموجودة في المدينة اتجهنا الى هذا المبنى في اربيل، و لكن شاءت الأقدار أن تقودنا إلى نعيش حالة الجوع والعوز و نعاني من  ظروف إنسانية صعبة نفتقر إلى الفرش والبطانيات والأدوية و  الماء النظيف وغيرها من الضروريات حيث لا يصلنا اي شيء بقينا منسيين هنا.
وتقول نازحة مسنة: لنا اكثر من أسبوع ونحن في هذا المبنى ونشكر صاحب المبنى لايوائنا و المبنى مكيف بشكل جيد و لكن  ما نعانيه هو عدم  وصول مساعدات الينا حيث نعاني من النقص في الماء الصالح للشرب و الغذاء و حليب الاطفال و محتاجين الى ادوية ورغم ما نمر به من أوضاع إنسانية فان الحكومة و السلطة المحلية و حتى منظمات الانسانية  لم تكلف نفسها بزيارتنا والعمل على تخفيف معاناتنا .

اما احد الشيوخ كان له حديث اخر : يقول انا في امس الحاجة الى العلاج حيث اعاني من مرض السكر و ارتفاع  في ضغط الدم.

استفسرنا من الناشطة  لويزا كرمو  القائمة على مركز الإيواء عن اهم ما يفتقر له النازحون فأوضحت لنا قائلا :
يوجد في هذا المركز (300) عائلة  تتألف من (1200) فرد ، هذه العوائل كانت في عنكاوا، ولكن لم يقدروا ان يتحلموا البقاء في الحدائق و الطرقات، و بعد التبرع من احد رجال الاعمال لهذا المبنى انتقلوا للسكن فيه . ومنذ بداية نزوح  هذه الاسر علمنا من مصادرنا بوجودهم في هذا المبنى حيثوا كانوا منسيين من قبل المنظمات المحلية و الدولية فلم تصلهم اي مساعدات،  وبعد التواصل مع أهل الخير  و الكنيسة استطعنا توفير جزء من المعونات الطبية البسيطة و استطعنا ايجاد  اطباء لمساعدتهم، و فيهم طفلين مصابين بمرض (تلاسيميا) و كذلك هناك من يحتاج الى ادخاله للمستشفى بسبب حالته المرضية المزرية  و حاجة ملحة لتأمين عيادة طبية ثابتة داخل هذا المبنى  لفحص المرضى و السيطرة على  الامراض  و نناشد وزير الصحة في حكومة اقليم  لتبني هؤلاء المرضى للعلاج.

و بعض العوئل لديها اطفال رضع فهؤلاء محتاجين الى حليب للاطفال و كذلك الى حفاظات و مناديل و مستلزمات اخرى ، كما يعاني هذه العوائل من نقص في الماء الصالح للشرب و الكثير من الامراض تصيبهم لهذا السبب ، و من ناحية اخرى هذا المبنى بحاجة الى ادارة و حماية.
إحدى النازحات تقول : للأسف نعاني  من الامراض و حالتنا المادية  لا تسمح بشراء الادوية من الخارج و  لحد الان اي منظمة  لم تكلف نفسها ولو حتى القيام بزيارة خاطفة للاطلاع على أوضاعنا حيث لم تقم  أي جهة تستحق ذكرها في تقديم يد العون والمساعدة.

لذلك طالبت السيدة لويزا كرمو من خلال عنكاوا كوم " منظمات الدولية و الانسانية و والجمعيات الخيرية و  السلطات المحلية و الكنسية " إغاثة هؤلاء الاسر و  بصورة عاجلة لتخفيف من وطأة معاناتهم ، وتقديم المساعدات العاجلة لهم"

و اضافت اننا  لاحظنا بان هناك مأساة إنسانية حقيقة يعيشها النازحون من أبناء سهل نينوى و كل مل لديهم  من مواد إغاثة محدودة جدا.

للتبرع عبر حملة عنكاوا :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=749037.0
ا
و بالامكان زيارة موقع منظمة فيان للتنمية والتطوير على شبكة الانترنيت:
www.viyan.org

مواضيع متعلقة:
•  منظمة انسانية: وسط ظروف معيشية مأساوية ( 300 ) عائلة مسيحية مشردة في اربيل بحاجة فورية الى دعم إنساني
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=749879.msg7299320#msg7299320

•   منظمة فيان تقدم المساعدات الإنسانية للعائلات المسيحية النازحة من الموصل وسهل نينوى في دهوك
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=748872.msg7295362#msg7295362





تعليقات